يوجد للدين الإسلامي أركان ومراتب مختلفة، ومن أهم هذه الأركان هو رُكن الإحسان. الإسلام هو رسالة من الله لنا دعانا إليها رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن يجب علينا الالتزام بجميع هذه الأركان لكي نكون مسلمين حقيقيين. سنتعرف على كل هذا من خلال السطور القادمة.
كم عدد أركان الإحسان ومقاماته؟
الإحسان هو الركن الذي أوضحه لنا رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم، حيث يكون بعبادة الله وكأننا نراه، وإذا لم نراه فنعتقد أنه يرانا في كل وقت. إذا كان المسلم قادرًا على عبادة الله بهذه الطريقة، فقد حقق الركن الثالث من الدين، وهو الإحسان. ولهذا الركن مقامين كبيرين.
- المقام الأول هو كونه واحدا من أعظم المراتب في العبادة، عندما يصل المسلم إلى هذا المرتبة، يكون قد بلغ قمة تقديره، إذ يكون عابداً لله ويشعر بحضوره في كل لحظة، كأنه أمامه مباشرة، وهذه تعتبر واحدة من أعظم المراتب التي يمكن أن يصل إليها الإنسان، وتعرف هذه المرتبة بمرتبة المشاهدة.
- عندما يصل المرء إلى المقام الثاني، المعروف أيضًا بمقام المراقبة، يدرك العبد أن الله يراقبه في كل موقع وزمان. وهذا الإدراك يدفعه إلى أداء العبادات والواجبات بكل اتقان وخشوع، ويتوجه إليه بالدعاء والتضرع.
هل التصوف من مراتب الإحسان؟
قال أحد كبار العلماء في الأزهر الشريف إن التصوف هو درجة من درجات الإحسان، وأن الطريق إلى الله يكون من خلال التفكر والذكر كما أشار الإمام الجنيد إلى ما ذكر في القرآن الكريم والسنة النبوية.
وأشار إلى ذلك أيضًا على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، مؤكدًا أن المسلم الذي يرغب في سلوك طريق الله يجب أن يكون ملتزمًا بالذكر؛ إذ إن الذكر هو نوع من السحر العظيم ويجلب للعبد أجرًا عظيمًا يجب عليه الاستفادة منه، حيث يتواصل من خلاله مع ربه ويتضرع إليه.
ما هو الفرق بين كل من الإحسان والحسنى؟
قال الفيلسوف الإسلامي الدكتور محمد داوود إن القرآن الكريم هو كتاب تضمنت آياته بالكمال، وكل ما ورد فيه هو حقيقة وصدق، فكل آية وكل حرف يحملان حكمة إلهية قد نفهمها وقد لا نفهمها، ولذا فرض علينا الله بتجاهل بعض الأمور، تعبيرًا عن رحمته، وليس لينسى شيئًا منا فلا يجوز لنا السؤال عنها.
أضاف المتحدث خلال برنامجه “روائع البيان القرآني” أن القرآن يحتوي على العديد من الآيات التي تذكر أهمية بر الوالدين، وأن لهما فضل كبير علينا في تربيتنا ووصولنا إلى ما نحن عليه اليوم، لذا يجب علينا أن نحسن معاملتهما ونطيعهما في جميع الأمور باستثناء المعصية للخالق الذي خلقهما.
مراتب الدين الإسلامي الثلاثة مع الشرح
بعد أن عرضنا الأركان الثلاثة للركن الثالث في الدين، سنقوم الآن بتفصيل المستويات الثلاثة لديننا الإسلامي، والتي تشمل كل مما يلي:
- أحد أهم المراتب هو الإسلام، وهناك أركان مهمة ضرورية ليصبح الفرد مسلمًا، وهي الشهادة بأن الله واحد، وأداء الصلاة، وصيام شهر رمضان، وإيتاء الزكاة، وأداء فريضة الحج إلى بيت الله لمن استطاع سبيلاً.
- المرتبة الثانية هي الإيمان، ويجب للعبد أن يؤمن بأركان الإيمان ليكون مؤمنًا، وهذه الأركان هي الإيمان بالله وملائكته والكتب المقدسة والرسل واليوم الآخر والقدر بكل ما فيه من خير وشر.
- المرتبة الثالثة هي الإحسان، وهي أعظم من جميع المراتب الأخرى، وتتضمن مقامين: مقام المراقبة ومقام المشاهدة.
المرتبة الثالثة كانت الأعظم، لأنها تمثل العبادة الظاهرة. فالإيمان والإسلام يكونان في الباطن بين العبد وربه، أما الإحسان فيكشف صدق العبد في إسلامه وعبادته لله. لذلك فإن للمحسنين أجراً عظيماً. يجب علينا أن نسعى قدر استطاعتنا لنكون من عباد الله المحسنين، لكي ننال جزاءً كبيرًا في الدنيا والآخرة.