ربما يواجه بعض الأفراد المعانين من القولون العصبي أعراضاً شديدة ومحتملة الخطورة، لكن هل الحالة النفسية لها تأثير على القولون؟ كما يمكن التحكم في الأعراض الأخرى الأكثر خفية عبر إجراء بعض التعديلات على نمط الحياة وتقليل الضغوط. تتنوع أعراض القولون العصبي في الناحية النفسية والجسدية من شخص لآخر تبعاً للظروف المختلفة ، وفي هذا المقال سنجيب على السؤال حول تأثير الحالة النفسية على القولون العصبي.
محتويات المقال
هل الحالة النفسية تؤثر على القولون؟
تظهر الأعراض النفسية بسبب ضيق في نقل الرسائل العصبية المتبادلة بين الدماغ وبقية الجسم. ولاكتشاف تأثير الحالة النفسية على حالة القولون، يتوجب علينا أن نفهم العوامل التي تؤثر على الحالة النفسية، ومن هذه العوامل التالية:
- يتسبب القولون العصبي في تغييرات تتعلق بالمادة السنجابية في الدماغ، حيث يؤدي إلى زيادة سمكها في المادة الوطائية. ومع ذلك، يقل سمك المادة السنجابية في مناطق أخرى داخل الدماغ.
- تعاني الأشخاص المصابون بمتلازمة القولون العصبي من تقلبات في نسب النشاط الدماغي. تشمل هذه التغييرات زيادة النشاط في بعض المناطق مثل اللوزتين والجزيرة والقشرة الحزامية الداخلية من الدماغ، في حين يشهد نقصاً في مناطق أخرى من الدماغ.
- يمكن أن يتسبب ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول في نوبات القلق ومشاكل مع القولون العصبي، بالإضافة إلى مشاكل في الجهاز المناعي. كل ذلك قد ينتج عن عدم القدرة على تنظيم وظائف الغدة النخامية بشكل صحيح، والتي قد تزيد من احتمالية تعرض الشخص للتوتر.
- يتسبب الخوف المستمر من تكرار حوادث الإسهال أو التقلصات المعوية أو التراكم الغازي في الاكتئاب، مما يدفع الشخص إلى الابتعاد عن الامتلاك الاجتماعي وتفادي المجتمعات.
عيّن المقالة المتابعة: نقص فيتامين ب12 عند الأطفال | الشراب الغني بفيتامين B12 للصغار
تأثير الحالة النفسية على القولون العصبي
- أظهرت دراسة تم تنفيذها على المصابين بمرض التهاب الأمعاء العصبي أن هناك ثلث المشاركين قد فكروا في الانتحار بسبب شدة الأعراض.
- أفراد الذين يعانون من مشكلة في القولون العصبي الذين تتراوح أعمارهم بين 34 و 59 عامًا معرضون لخطر أكبر من الإصابة بالاضطرابات النفسية مقارنة بالأفراد الذين لا يعانون من مشكلات صحية.
- أيضًا، يظهر أن المعرضين للإصابة بالقولون العصبي لديهم فرص أكبر للإصابة بالأمراض المتعلقة بالاكتئاب، القلق، والاضطرابات النومية.
- هؤلاء الأفراد يواجهون خطراً أكبر بالإصابة بالاضطراب العقلي ثنائي القطب بالمقارنة مع الآخرين.
أعراض القولون العصبي الجسدي
تتجلى بوضوح بعض الأعراض البارزة للقولون العصبي على الجسم على النحو التالي:
- تأتي أوجاع البطن كأحد أكثر الأعراض التي يشعر بها المصابون بالقولون العصبي. من المعتاد أن يشعر الناس بقلق عقب تناول الطعام، ثم يختفي هذا الألم تدريجياً.
- الشخص الذي يعاني من القولون العصبي يمكن أن يعاني من الإسهال أو الإمساك أو يمكن أن يتناوب بين الحالتين. كما يميلون عادة للابتعاد عن البيئات الاجتماعية حتى لا يواجهوا مواقف محرجة.
- تعتبر النفخة أحد أبرز دلائل الإصابة بالقولون العصبي في الإنسان، حيث تؤدي إلى تورم البطن وتغيير شكل الجسم تدريجياً مما يثير إزعاج بعض الأفراد.
- النفخة: تعتبر النفخة من الأعراض التي تزعج الكثيرين وتؤثر على الحالة العقلية للأشخاص الذين يعانون من التهاب القولون العصبي.
- ظهور مادة مخاطية بشكل كبير في البراز.
العلاج النفسي للقولون العصبي
ليس هناك علاج مؤكد للإصابة بالقولون العصبي، ومع ذلك، هناك تقنيات علاجية متعددة قد تسهم في تقليل الأعراض المرتبطة بالقولون منها العلاج الدوائي والنفسي، بالإضافة إلى العولج البديل.
العلاج النفسي الدوائي
تُستعمل الكثير من الأدوية التي تمنع الاكتئاب في علاج مشكلة القولون العصبي، وهي تتضمن:
- أدوية مكافحة الاكتئاب التي تحتوي على ثلاث حلقات، مثل:
- أميتريبتيلين (Amitriptyline).
- ديسيبرامين (Desipramine).
- نورتريبتيلين (Nortriptyline).
- أدوية مثل مثبطات اعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية،
- سيتالوبرام (Citalopram).
- باروكسيتين (Paroxetine).
العلاج النفسي غير الدوائي
يمكن تقسيم العلاج النفساني الأدوية لعلاج مرض القولون العصبي إلى قسمين كما يلي:
- العلاج النفسي الفعال، مثل:
- العلاج السلوكي المعرفي: يهدف إلى استبدال الأفكار السلبية غير الصحيحة بأفكار أكثر إيجابية وواقعية.
- العلاج التفاعلي: يتأسس هذا النوع من العلاج على تحديد المشاكل الفردية وابتكار حلول عملية لمواجهتها.
- العلاج النفسي السلبي، مثل:
- التنويم المغناطيسي.
- ارتخاء العضلات كلاً على حدة بشكل تدريجي.
وهكذا نكون قد انتهينا من معرفة إجابة سؤال هل الحالة النفسية تؤثر على القولون؟ حتى نتجنب مسببات تهيج وازدياد المغص الصادر من القولون العصبي