من هو فرعون موسى

قد اقترح المؤرخون إحتمال أن جميع الفراعنة كانوا فرعون موسى (عليه السلام) الذي نجاه الله ليكون علامة، حيث ما زالت جثثهم لا تزال موجودة حتى اليوم. وانقسمت آراءهم في تحديد هوية فرعون موسى، حيث أكد العالم موريس بوكاي الذي درس القرآن الكريم، والتوراة، والإنجيل، أن فرعون موسى يمكن أن يكون بين الاحتمالات كما يلي:

  • أنّ فرعون موسى هو تحتمس الثاني.
  • أنّ فرعون موسى هو أمينوفيس الثاني.
  • في عهد موسى -عليه السلام- كان هناك فرعون يعرف بالاضطهاد وهو رمسيس الثاني، وآخر يعرف بالخروج وهو ابن رمسيس واسمه منيتاح. تؤكد الآية الكريمة هذا القول، حيث قال الله -تعالى-:عندما أنقذناكم من بني فرعون.

اختيار الله -تعالى- لكلمة “آل” يعني أنهما كانا فرعونين، ولكن المفسّرين لم يوافقوا على هذا الرأي. قالوا إن شخصية فرعون المذكورة في القرآن هي شخص واحد، وأن معنى كلمة “آل فرعون” هو الأشخاص الذين كانوا يطيعونه ويتبعون أوامره.

الحكمة من عدم ذكر اسم فرعون في القرآن

إحدى خصائص القصص القرآنية هو أنها لا تركز على ذكر الأشخاص وأسمائهم بقدر ما تركز على نقل العبرة من تلك القصص. ولهذا السبب، لم تذكر الآيات تعريفًا دقيقًا لشخصية فرعون في قصة موسى، لأن الهدف هو استخلاص العظة والحكمة من القصة، دون التركيز على التفاصيل الشخصية الدقيقة التي لا تهم المسلم. وهذا النهج متبع في العديد من القصص القرآنية، مثل قصة أصحاب الكهف وقصة ذي القرنين، حيث لم يتم ذكر أسمائهم.

  قصة فرعون مع النبي موسى 

أرسل الله -تعالى- نبيّه موسى -عليه السّلام- إلى فرعون وشعبه، الذين كانوا يعتقدون بأن فرعون هو الرب. فكانت ردة فعل فرعون فقط هي رفض دعوة موسى، وكان يسأل من هو رب العالمين الذي كان ينادي به. فأجاب موسى بأن رب العالمين هو الخالق المتفرد الذي خلق هذا الكون وكل ما فيه من نعم ومخلوقات، لكن فرعون كان ينكر ذلك وكان يصمد في رأيه بأنه هو الرب الأعلى لهذا الكون

قد يعجبك أيضا  من هي الملكة إليزابيث الثانية

عندما اتهم فرعون موسى – عليه السلام – بممارسة السحر والشعوذة، واتهمه بالجنون، وتحدى موسى بجمع السحرة له، ولكنه فاز عليهم بقدرة الله – تعالى -، وأثبت الدليل ضدهم، فآمن جميع السحرة بموسى، وبسبب ذلك تعرّضوا لغضب فرعون، وقتل منهم من قتل. وبسبب طغيانه واستكباره، طلب فرعون من وزيره هامان بناء صرح من الطين ليقف عليه ويرى إله موسى – عليه السلام – ليتأكد من صدقه.

ثم بعث الله -تعالى- الآيات والمعجزات والدلائل؛ لتكون دليلاً على صدق موسى -عليه السلام-، حيث أرسل الله -تعالى- القُمل والضفادع والجراد والدم، وكان الناس في كل مرة يستعينون موسى؛ ليدعو ربه فيكشف عنهم العذاب، لكن عندما رفع الله عنهم البلاء، عادوا إلى كفرهم وانحرافهم كما كانوا.

حتى شعر فرعون بالضيق من موسى وأتباعه، قرر قتلهم والتخلص منهم جميعًا، لكن الله أنقذهم جميعًا، وأمرهم بالخروج في الليل نحو البحر، وعندما علم فرعون بذلك، أعد جيشًا كبيرًا لمطاردتهم وقتلهم.

  مصير فرعون 

قام فرعون وجنوده بمطاردة موسى وأخيه هارون – عليهما السلام – والمؤمنين الذين معهم، ولكن الله -تعالى- دمرهم عندما وصلوا إلى شاطئ البحر، حيث أغرقهم الله في البحر وأغلق البحر عليهم، ونجى جثثهم كعبرة للبشر حتى يوم الدين.

قال الله -تعالى-: (وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ* آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ* فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ)

أما فيما يتعلق بمصيره في الآخرة، فقد وعده الله بمعاقبته في الآخرة كما قاد قومه في الدنيا. وسيتبعه أتباعه يوم القيامة حتى يدخلهم نار جهنم خالدين فيها أبدا. سيكون قدوة لهم، إذ اتبعوا أمره واعتقدوا أنه إلههم. قال تعالى

(يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ* وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ).