من هو سقراط وما هي فلسفته
من هو سقراط وما هي فلسفته ونظرياته، وسنتناول أيضاً حياة سقراط وإنجازاته، بالإضافة إلى كيفية وفاته، كل ذلك سيتم مناقشته في هذا المقال، فتابعونا.
1- من هو سقراط:
سقراط كان فيلسوف يوناني من أثينا (469-399 قبل الميلاد)، وكان يشتهر بأفكاره وآرائه وطريقة حياته التي تأثرت بها الفلسفة القديمة والحديثة. كان يعتبر ضرورة أن يسعى الناس نحو الحكمة، ولم يتراجع عن مبادئه حتى لو تسبب ذلك في وفاته، وقد نقل تلامذته أفلاطون وزينوفون آراءه الفلسفية وساهما في نشرها للعالم.
2- فلسفة سقراط:
عنصر الفلسفة كان مهماً في فلسفة سقراط، حيث كان يعتقد أنه يمكن استخدامها لتحقيق الرفاهية في المجتمع. حاول سقراط بناء نظام أخلاقي يستند إلى العقل البشري ويبتعد عن التفكير اللاهوتي. أكد أهمية التفكير بالخيارات بناءً على الرغبة والبحث عن السعادة. وأشار إلى أن المعرفة الذاتية تساعد في تحقيق الحكمة، وكلما كان الفرد أكثر علماً زادت قدرته على التفكير واتخاذ القرارات التي تجلب له السعادة.
نظريات سقراط
1- نظرية المعرفة:
اشتهر سقراط بالعديد من النظريات الفلسفية، ومن أشهرها نظرية المعرفة، حيث يعتقد سقراط أن الفضيلة تأتي من المعرفة، وأن شخص يملك العلم والمعرفة لا يمكن له أن يرتكب أخطاء. كما يرى أن معرفة طبيعة الفضائل الإنسانية تساعد الإنسان على فهم كيفية عيش حياته بشكل صحيح وشامل.
سقراط يعرف المعرفة على أنها الحقيقة المطلقة، ويؤمن بأن جميع الأشياء في الكون متصلة بالفطرة، فإذا تمكن الإنسان من الوصول إلى حقيقة معينة، فمن الممكن أن يستمد منها كل شيء آخر.
قد جادل سقراط بأن البحث عن المعرفة يمكن أن يساعد الإنسان في تعديل سلوكه، فإذا تعمق الإنسان في دراسة موقف معين من عدة زوايا، سيجد الحل الأكثر منطقية للعمل بوضوح، مما يجعله قادرا على اتخاذ القرار الصحيح. وهذه العملية تعزز الصفات الفاضلة في الإنسان وتساعده في اتخاذ القرارات النابعة من الحقيقة والتي تؤدي إلى الخير في النهاية.
2- نظرية الأخلاق:
نشأت نتيجتان عن نظرية سقراط في الأخلاق، وهما كما يلي:
– النتيجة الأولى: يمكن تعليم الفضيلة على الرغم من صعوبتها في التعلم، حيث تعتمد على عوامل متعددة مثل الوراثة والبيئة والتربية والتجربة. إذا كان يمكن تعلم المعرفة، يجب أن تكون الفضيلة قابلة أيضًا للتعلم، والعقبة الرئيسية أمام ذلك هي صعوبة العثور على معلم يفهمها.
– والنتيجة الثانية: الفضيلة الوحيدة هي المعرفة، ويمكن تسميتها بالحكمة، فجميع الفضائل الأخرى مثل الشجاعة والعفة والعدل هي مجرد تجليات للفضيلة الكبيرة وناتجة عنها.
حياة سقراط وانجازاته
كان سقراط ابن سوفرونيسكوس، وهو نحات ونحات أثيني. لم يكن من أصل نبيل، ومن المرجح أنه تلقى تعليمًا يونانيًا بسيطًا وتعلم حرفة والده في سن مبكرة. يُعتقد أن سقراط عمل كنحات لسنوات عديدة قبل أن يكرس حياته للفلسفة.
يُطلب من الأفراد تقديم الخدمة في الجيش من سن 18 إلى 60 عاماً، وفقا لما ذكره أفلاطون. خدم سقراط في الفرقة المدرعة، المعروفة باسم الهوبلايت، وكان يحمل درعاً ورمحاً طويلاً وقناعاً للوجه.
شارك في ثلاث معارك خلال حرب بيلوبونيز، وهي Delium و Amphipolis و Potidaea، حيث قام بإنقاذ حياة الجنرال الأثيني الشهير ألكيبيادس.
اشتهر سقراط بصموده في المعركة وشجاعته، وهذه الصفة بقيت حتى نهاية حياته بعد محاكمته. قارن رفضه الالتفاف عن مشاكله القانونية برفض جسد الجندي للانسحاب من المعركة عند تهديده بالقتل.
تقدم ندوة أفلاطون أكثر التفاصيل دقةً عن مظهر الجسد الخارجي لسقراط. كان سقراط ليس المثل الأعلى في الرجولة في المجتمع الأثيني، حيث كان قصير القامة وممتلئ الجسم، كما كان لديه أنف كبير وعينان منتفختان، وكان دائماً يبدو كأنه يحدق.
ومع ذلك، أشار أفلاطون إلى أن سقراط، من وجهة نظر الطلاب، يتمتع بنوع مختلف من الجاذبية، لا يعتمد على الجاذبية الجسدية ولكن على قدرته الرائعة في المناظرات وفكره العميق.
أكد سقراط دائمًا على أهمية العقل مقارنة بالأهمية النسبية لجسم الإنسان، وقد ألهمت هذه العقيدة فلسفة أفلاطون في تقسيم الواقع إلى عالمين منفصلين، عالم الحواس وعالم الأفكار، معتبراً أن الأخير هو المهم الوحيد.
كيف مات سقراط
توفي سقراط بسبب حكم إعدام بالتسمم. قدم ثلاثة أعداء له، وهم مليتس، وأنيتس، وليكون، دعوى ضده في المحكمة. كانوا يمثلون الطبقة المثقفة والمدعين للحكمة الذين هزمهم سقراط. كما كانوا يمثلون دعاة الديمقراطية. اتهموه بزعزعة استقرار المجتمع واستخفاف بالعادات والقوانين. عندما جاء دور سقراط أمام القضاة، لم يتمالك نفسه ولم يتوسل للعفو مثلما كانوا يفعله الآخرون. بل دافع عن نفسه بشجاعة لأنه رأى أفعال الآخرين تتعارض مع الرجولة والأخلاق التي يدافع عنها.
عندما شاهد القضاة سقراط يقف ويدافع عن نفسه بجرأة، أصبحوا مقتنعين بأنه يهاجم العادات والتقاليد. لم يقدم سقراط على الانحناء أو الانكسار كما فعل الآخرون، ولم ينكر الاتهامات الموجهة إليه بل هاجم القضاة وسخر من جهلهم. طلب أعداؤه إعدامه، وفيما كان العرف يقتضي أنه إذا ثبتت التهمة على المتهم فيجب عليه اقتراح عقوبة، سخر سقراط عندما طُلب منه ذلك وعليه فقد حُكم عليه بالإعدام بشرب السم.