لماذا لم يأمرنا النبي بإخراج زكاة الفطر مالا بدل الحبوب؟

لماذا لم يأمرنا النبي بإخراج زكاة الفطر مالا بدل الحبوب؟
إخراج زكاة الفطر مالا بدل الحبوب

إخراج زكاة الفطر مالا بدل الحبوب

هل يمكن توزيع زكاة الفطر بشكل نقدي أو عيني؟ هذا هو السؤال الذي يطرحه البعض مع اقتراب عيد الفطر المبارك. وبعد تأكيد الأوقاف على ضرورة إخراج زكاة الفطر، يمكن إخراجها سواء بشكل نقدي أو عيني وسيتم قبول ذلك بالتساوي.

زكاة الفطر: تعد أحق بالمسلم الفقير والمستحق وأكثر فائدة له من الغني.

قال الشيخ حسن عبدالبصير، وكيل مديرية أوقاف مطروح، إن الأصل في زكاة الفطر هو “الأيسر على الغني والأنفع للفقير”. في زمن النبي والصحابة الكرام، الحبوب كانت العملة الرئيسية في التجارة بسبب قلة النقد. النبي فرض زكاة الفطر على جميع المسلمين في رمضان بمقدار صاع من التمر أو الشعير، بغض النظر عن الجنس أو العمر.

وقال عبدالبصير لصحيفة “الوطن” أن النقد الإسلامي ظهر رسميًا خلال عهد الدولة الأموية في عهد عبد الملك بن مروان، وقد تابع الإمام أبو حنيفة هذا النقد وأذن بإخراج المال كزكاة الفطر، مراعيًا للهدف الأساسي من الزكاة وهو إسعاد الفقير.

الزكاة ليس شرطًا أن يكون حبوبا

وأوضح بأن النبي قال: “كفوهم عن السؤال في هذا اليوم”، مشيرًا إلى أن الكفاية ليست فقط في الحبوب لأنها لا تشتري الملابس واللحم ولن تجلب السعادة للأطفال.

ويستمر: لهذا السبب نجد دار الإفتاء تصدر فتوى تسمح بإخراج القيمة، لأن الفقير يحتاج إلى طعام وملابس لعيد، ويجب أن يكون ابنه مثل بقية أبناء الأثرياء في هذا اليوم. وبناءً على ذلك، فإننا نوافق على إخراجها على شكل حبوب أو مال نقدي من أجل مصلحة الفقير. ويجب أن تكون قيمتها على الأقل 15 جنيهًا، ولكن يمكن أن تكون أكبر وهو الحد الأقصى.

لماذا شرعت الزكاة على الفقير؟

قد يعجبك أيضا  دعاء ليلة القدر مستجاب

أكد الشيخ حسن عبد البصير أن الزكاة قد شُرِعت على الفقير لأنه صائم وبحاجة إلى تطهير صيامه، وقد شُرِعت أيضًا على الفقير ليتذوق لذة العطاء ويتحقق فيه مبدأ “واليد العليا خير من اليد السفلى”، حيث ينتقل من حالة الكسل إلى النشاط والاجتهاد، ويتخلى عن الانغماس في العيش بتلذذ العطاء. وتُثير هذه الزكاة انتباهنا إلى أن الأعياد عندنا ترتبط بفعل الخير للفقراء، ففي عيد الأضحى يُقدم الذبيحة لإطعام الفقير.

وأشار إلى أهمية إدخال الفرح على قلوب الفقراء والضعفاء من خلال زكاة الفطر في عيد الفطر، لتحقيق المعنى النبوي الذي يقول: “أغنوهم عن السؤال في هذا اليوم”.

أشارت الفتوى المصرية إلى أن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) أشار إلى ضرورة إخراج الزكاة. زكاة  الفطر تعظيمًا للمحتاجين، قال: “أغنوهم عن طواف هذا اليوم”، كما جاء في كتاب “الطبقات” لابن سعد ودار قطني من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.

أظهرت الدراسة أن الثراء الآن يتم تحقيقه من خلال الثروة المالية، بالإضافة إلى ذلك، يتم تحديد أنواع الحبوب التي تستخدم لتسهيل العملية وليس لتقييدها.

بتابع الإفتاء: تُظهر بعض الأدلة احترام النبي صلى الله عليه وسلم للقيمة، حيث فرّق بين الكمية الواجبة من أنواع محددة، فجعل من التمر والشعير مقياسا واحدا، ومن البر نصف مقياس كما هو منصوص عليه في حديث صحيح قبل أن يتبعه العديد من الصحابة نظراً لكونهما أكثر الأصناف قيمة في ذلك الوقت.

ثم يترك النبي صلى الله عليه وآله وسلم شيئًا لا يعني عدم جواز فعله، وهذا الموقف يعبر عنه الأصوليون عندما يقولون: “الترك ليس بحجة”. وهذا الرأي متفق عليه بين علماء المسلمين سواء الأسلاف أو اللاحقين.