طرق للتعامل مع المهام المقيتة
في فترة من حياتها، كانت جي كيه رولينج، مؤلفة سلسلة “هاري بوتر”، تعتمد على الرعاية الاجتماعية وتواجه صعوبات في تربية ابنتها. في تلك الفترة، لم يكن هناك من يشجعها على متابعة حلمها بأن تصبح كاتبة، لكنها تمسكت بهذا الحلم ونجحت في تحقيقه، لتصبح واحدة من أشهر الروائيات. إن قصص النجاح مثل هذه تلهمنا وتذكرنا بأهمية الثبات والإصرار على تحقيق الأحلام.
وأنت لست “جي كيه رولينج”، بل مجرد إنسان عادي يسعى صامتا إلى تحقيق أهدافه. لذلك، ها هو السؤال: على مقياس يتراوح من 1 إلى 10، حيث يعني الرقم 10 أقصى درجات الحافز، كم هو مدى الحافز الذي تشعر به لتحقيق أهدافك يوميا؟ هل تقيم حافزك بـ 10، أم هو 1 (أي ترى العمل أمرا صعبا)؟
إذا كان مستوى تحفيزك منخفضًا، فهذا يعني أنك تواجه مهمة مزعجة.
ما هي المهمة المقيتة؟
المهمة المقيتة هي تلك المهمة التي يجب عليك القيام بها بغض النظر عن الهدف الذي تسعى لتحقيقه، والتي قد تكون صعبة أو غير مرغوب فيها. على سبيل المثال، عندما تتدرب لسباق ماراثون وتحتاج إلى الجري في وقت مبكر من الصباح قبل العمل، فإن هذا يمكن أن يصبح مهمة مقيتة. كما أن رعاية طفلك وتغيير حفاظاته قد تكون مهمة صعبة أيضاً وتستحق العناء.
لكنَّ الحياة ليست مثالية بالطبيعة حياة مليئة بالتحديات والصعوبات المتعددة ، والمهام المزعجة تشكل جزءاً لا يتجزأ منها . يمكن أن تكون مألوفاً بهذه الحقيقة، فكيف يمكننا التعامل مع تلك المهام المزعجة؟ وإذا كان من الصعب التخلص منها، فكيف يمكننا على الأقل تقليل تأثيرها حتى لا تعوقنا عن أهدافنا، وخاصة عندما نعلم أن تحقيق هدفنا قد يستغرق الوقت؟ إليك أربع طرق لمساعدتك في ذلك:
يجب عليك تحقيق الهدف الضروري الذي حددته.
عندما نعود لمثال تربية الأطفال والقيام بها بنجاح، نجد أنه أمر ضروري ويجب على كل أم وأب أن يقوموا به. فمعظم الأباء لا يتخلون عن أطفالهم أبداً حتى في الظروف الصعبة. وبالطبع ليس كلنا آباء، ولكن يجب عليك أن تسأل نفسك عن الهدف الطويل الأمد الذي حددته منذ البداية، وما إذا كان لديك الرغبة الكبيرة في تحقيقه؟ وإذا لم يكن كذلك، فقد تستسلم للمهام الصعبة.
التحضير المستمر للتعامل مع المهام الصعبة.
تحمل الأمهات دائما حفاضات إضافية لأطفالهم، وكذلك يجب على من يتدرب لسباق الماراثون أن يحمل دائما ملابس رياضية وحذاء للركض معه ليكون قادرا على الذهاب مباشرة إلى المضمار بعد انتهاء العمل، لذا يمكن أن يتحول العمليات المعتادة إلى عادات روتينية. التدريب بالإنفاق الزائد على الوقت أو بأنك تفوت على نفسك فرصة التحسن وتطوير مهاراتك. بالتعب الشديد أو تستمتع بالراحة ولا تشعر بالرغبة في العودة مرة أخرى.
3. إحاطة نفسك بأفكار إيجابية يومياً:
استمع إلى متحدث ملهم كل صباح، سواء كنت في الحمام أو تقود السيارة؛ لأن الاستماع إلى أفكار إيجابية باستمرار، يصبح من السهل عليك الحفاظ على دوافعك بينما تجد صعوبة في التركيز عند التوقف عن ذلك.
4. تجنُّب إرهاق نفسك:
استرخِ بقدر ما تحب وحاول قضاء بعض الوقت في فعل شيء يسعدك دون علاقة بأهدافك، وهذه الخطوة التي قد تساعدك في تجديد طاقتك قليلاً.
الملخص
يجب على كل شخص ناجح مواجهة تحدي صعب في رحلته نحو تحقيق الهدف. على سبيل المثال، خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2010 في فانكوفر، كندا، تعثر المتزلج الأمريكي أبولو أنطون أونو خلال سباق 1000 متر ولكنه رفض الاستسلام. بفضل عزيمته وإصراره، تمكن من الحصول على الميدالية البرونزية وأصبح أكثر اللاعبين الأمريكيين فوزًا بالميداليات في الألعاب الأولمبية الشتوية بإجمالي سبع ميداليات.
يولد كل عام ملايين الأطفال في جميع أنحاء العالم وهم ملزمون في تغيير حفاضاتهم، ومع مرور الوقت يجب عليهم النمو والتطور. لذا، من الضروري التعامل مع هذه المهمة الضرورية. إذا كنت تجد صعوبة في الحفاظ على دوافعك، يمكنك تجربة اختيارين: إما أن تأخذ إجازة لفترة من الزمن للاسترخاء واستعادة النشاط، أو تقوم بتغيير استراتيجيتك لتحقيق الهدف بشكل أسرع وأسهل.
مثال على ذلك، تم فصل “جي. ك. رولينج” من وظيفتها التي كانت تعيل نفسها وابنتها من خلالها، مما دفعها للتوجه نحو الرعاية الاجتماعية. ومع ذلك، استمرت في الكتابة واعتمدت استراتيجية تتضمن تغييرًا قسريًا ولكنها كانت نوعًا من التحول. وبأي حال، نجحت فيما بذلته من جهود؛ حيث كان الكتاب الذي كتبته أول رواية في سلسلة “هاري بوتر”، التي حققت لها أرباحًا جاءت بالملايين من الدولارات.
من الحماية، ليس عليك الاعتماد على الرعاية الاجتماعية لإنجاز المهام المملة؛ ربما لم تصل إلى مستوى “رولينغ” اليوم، ولكن لا يوجد سبب يمنعك من تحقيق ذلك على المدى البعيد، خصوصاً إذا علمت كيف تتعامل مع الأعباء المزعجة.