الابتكار وريادة الأعمال
أصدرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بيانًا بشأن نتائجها في قطاع الابتكار وريادة الأعمال عقب مرور سنة منذ تبني الاستراتيجية الوطنية المخصصة لذلك.
قام الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بتوضيح أن الوزارة قد بادرت إلى إطلاق الخطة الاستراتيجية القومية المعنية بالتعليم العالي ومجال البحث العلمي في شهر مارس لعام 2023، وذلك تحت إشراف الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء. ولفت إلى أن هذه الخطة قامت على ثلاث ركائز أساسية وهي: الاستراتيجية للنمو المستدام “رؤية مصر 2030″، والانتقال إلى نموذج جامعات الجيل الرابع، إضافةً إلى الشراكة بين نظام التعليم العالي بالبحث العلمي ومخطط التطوير الشامل لدولة مصر. وأضاف بأن الوزارة قد حددت المبادئ الأساسية السبعة التي ستكون بمثابة دليل ومرشد للإستراتيجية الوطنية في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، والتي تتمثل في: التكاملية، التخصصات المتقاطعة، التوصيل والتفاعُل، الاشتراك القوي، الاستمرارية، المستوى الدولي المعياري، وكذلك الابتكار وريادة الأعمال.
الابتكار يعد من الركائز الأساسية لأي استراتيجية فاعلة في التعليم الجامعي.
يُعتبر الابتكار والريادة في مجال الأعمال من العناصر الجوهرية للاستراتيجية القومية المتعلقة بالتعليم العالي والبحث العلمي، حيث يستند هذا المبدأ إلى تأسيس بيئة متكاملة تشجع على الإبداع عن طريق الجامعات والمعاهد التعليمية، مرافق البحث والتطوير، ومراكز العلم والتقنية. بالإضافة إلى ذلك، يتضمن المبدأ إيجاد طرق لاكتشاف الإبداع من خلال البحث عن الأفراد المبدعين، دعمهم لتحقيق التطور، وربطهم بالأسواق الإقليمية والدولية.
تشكّل مجموعة من العناصر المتميزة محور الابداع والمبادرة الريادية في الجامعات والمؤسسات البحثية المصرية مثل: الأكاديمية الوطنية للعلوم والتكنولوجيا، صندوق دعم المخترعين والمواهب، الهيئة المعنية بتمويل مشاريع العلم والتقنية والابتكار، وكذلك حاضنات الأعمال ومراكز تطوير الأفكار الجديدة. تعمل هذه المنظومة على توفير دورات تأهيلية وإرشادية، إقامة منافسات لتشجيع الإنجازات، وتنفيذ حملات للتثقيف والتعريف، بالإضافة إلى الاستفادة من المختبرات وورش العمل التكنولوجية الحديثة المجهزة بأفضل التقنيات المتوفرة.
قام الصندوق المختص بدعم المتميزين والمخترعين بالشراكة مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بتدشين “الأولمبياد الوطني للابتكار” في مصر، الذي يُعد أضخم برنامج لتشجيع الابتكار وروح المبادرة بتمويل إجمالي يبلغ 100 مليون جنيه. تضمن البرنامج تنظيم مسابقات للطلاب الجامعيين المبدعين، وساهم الصندوق أيضًا في دعم “المشروع الوطني لرصد ومساندة المبتكرين في المراكز التربوية ما قبل الجامعية” بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، حيث تم إنجاز برامج نادي الابتكار iClub لعام 2023 لدعم طلاب مدارس المتفوقين في مجال العلوم والتكنولوجيا STEM، حيث انضم إلى البرنامج 628 طالب وطالبة بالتعليم الثانوي، وتأسيس 19 ناديًا للابتكار في هذه المدارس، وإعداد 200 طالب مبدع، و90 مُعلمًا لتسيير وإدارة هذه الأندية، وإقامة أربع ورش عمل تدريبية للطلاب، وتشكيل 42 فريقًا طلابيًا في مرحلة التوجيه والإرشاد. بالإضافة إلى ذلك، أطلق الصندوق تحدي MOSAIC للابتكار وعزز التعاون مع المؤسسات الصناعية والأكاديمية ومراكز الأبحاث.
في سياق توجه الاهتمام نحو تنمية ودعم الابتكار وتطوير قدرات العباقرة، تحصل 49 طالباً على منح دراسية من الصندوق الخاص برعاية المبتكرين والنوابغ بالتعاون مع سبع جامعات خاصة وهي: جامعة الملك سلمان الدولية، جامعة الجلالة، جامعة العلمين الدولية، جامعة المنصورة الجديدة، مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، جامعة النيل الأهلية والجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا، للسنة الأكاديمية 2022/2023.
تم إبرام اتفاقيات تعاون مع عدة وزارات هي (التربية والتعليم الفني، الصحة والسكان، التخطيط والتنمية الاقتصادية، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات) بهدف تشجيع ودعم الأفكار الإبداعية والمشاريع الابتكارية ضمن نطاق كل وزارة وذلك لتوظيفها في تحقيق الاستفادة القصوى.
في إطار سعي منظمة الإيسيسكو لتعزيز منظومة الابتكار، استقبل المجلس التنفيذي للمنظمة بالترحاب مقترح فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس دولة الجمهورية، حول تأسيس صندوق لتعليم الموهوبين في الأمة الإسلامية. وأكد المجلس على الحاجة الملحة لإجراء التنسيق بشكل وثيق والشراكة مع الجمهورية المصرية لوضع الإطار القانوني الخاص بالصندوق، بالإضافة إلى تنظيم خططه وتحديد آلياته التشغيلية.
أقدمت الهيئة المسؤولة عن العلوم والتكنولوجيا والابتكار على إصدار سلسلة من الدعوات البحثية، بالتعاون مع عدة مؤسسات وجهات عالمية ذات سمعة طيبة، بهدف تقديم الدعم المالي للمشروعات البحثية البارزة وتوظيف نتائج هذه الأبحاث في تعزيز وتطوير القطاع الصناعي، إلى جانب تطبيق مختلف البرامج الدولية. وخلال العام 2023 وصل عدد المشروعات التي حصلت على التمويل إلى 849 مشروعًا.
حققت مصر تقدمًا في عدة تصنيفات دولية مرتبطة بالابتكار والتكنولوجيا، حيث ارتفعت مصر 5 مراتب في تصنيف المعرفة العالمي لعام 2023، لتبلغ المرتبة الـ 90 بدلاً من الـ 95 في العام السابق. وفي مجال النشر الدولي، قفزت 15 مرتبة لتحتل المركز الـ 24 دوليًا في عام 2022، مقارنة بالمركز الـ 39 في عام 2013. كما شهدت إنجازًا بتقدمها 35 مرتبة في ميدان التعليم الفني والتدريب المهني، لتصل إلى المرتبة الـ 46 عالميًا عوضًا عن الـ 81 في العام السابق. وتحسن موقع مصر 3 مراتب في مؤشر الابتكار العلمي، لتقف في الترتيب الـ 86 بدلاً من الـ 89. ولقد بلغ معدل تطور مصر في الجزئية الخاصة بالبحث والتطوير نسبة 23%، إذ تقدمت 9 مراتب عن العام الذي قبله.
حققت مصر تقدمًا في حضورها الدولي في مجال النشر العلمي حيث ارتقت إلى المرتبة الخامسة والعشرين على مستوى العالم لسنة 2022، متقدمة عن المرتبة السادسة والعشرين للعام السابق 2021 وعن المرتبة الثامنة والعشرون للعام 2020. أما فيما يتعلق بتمويل البحث والتطوير، فقد احتلت مصر المرتبة الخامسة والثلاثين عالميًا والأولى على مستوى القارة الإفريقية لعام 2022 وفق ما أوردت “جلوبال إيكونوميكس”. وبالنظر إلى الترتيب العالمي للابتكار، ظهرت مصر في المركز الخامس والخمسين عالميًا ضمن المؤشر الفرعي للبحث والتطوير، وكذلك احتلت المرتبة الثالثة والسبعين عالميًا في المؤشر الفرعي للإنتاج المعرفي.
بلغ إجمالي عدد الباحثين والمستفيدين من برامج صندوق دعم المبتكرين والمتفوقين 12539 فردًا، واستطاع تأهيل 409 مشاريع وشركات حديثة، وقدم تمويلًا لـ125 مشروعًا جامعيًا لطلاب الدراسات العليا بقيمة 20 مليون جنيه مصري. كما قدم الدعم لـ1202 مشروعًا ابتكاريًا تابعًا للأكاديمية الوطنية للبحوث العلمية والتكنولوجيا من عام 2014 حتى 2022، بميزانية إجمالية بلغت 2 مليار جنيه. كذلك، تم تمويل 318 مشروعًا في مجال الذكاء الاصطناعي بمبلغ 730 مليون جنيه، ودعم 43 حاضنة أعمال بـ130 مليون جنيه، وتم تخريج 200 شركة انطلقت للأسواق ضمن البرنامج الوطني لحاضنات التكنولوجيا “انطلاق”. وخلال المرحلة الأولى، تم إنشاء حوالي 185 مركزًا للتميز وتطوير القدرات بتمويل من هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار، وتم تطوير 13 مركزًا إضافيًا خلال المرحلة الثانية.
تعمل الوزارة على تشجيع تحول الهيئات التعليمية الى هيئات مبتكرة، وتقوم بخلق بيئة جذابة تحفز التعاون بين الهيئات التعليمية والبحثية وأوساط الصناعة. الهدف من ذلك هو تحسين مستوى الخريجين حتى يصبحوا قادرين على المنافسة في أسواق العمل المحلية والاقليمية والعالمية. كما تركز الوزارة على تطوير جودة العملية التعليمية بما يمكّن من إنتاج خريجين مؤهلين لدعم الدولة في تطوير الاقتصاد الوطني وتنمية المجتمع.
يمكنك معرفة المزيد من : أخبار التعليم