يُعد التشاؤم نسقاً فكرياً يغلب عليه الاهتمام بالنواحي السلبية أو المخاطر المحتملة في مختلف الأمور، فضلاً عن غلبة التوقعات بوقوع الأحداث السيئة. يميل الأفراد الذين يتحلون بصفة التشاؤم إلى النظرة السوداوية للحياة، وهم عادة ما يميلون لتضخيم السلبيات ويُغفلون عن الإيجابيات أو إمكانية التغيير للأفضل؛ وعليه، نعرض لكم من خلال موقع إيجي بلوج نيوز الطرق المفيدة لعلاج هذا التفكير التشاؤمي.
ما هو علاج التشاؤم
قد يتطلب معالجة النزعة التشاؤمية جهداً وإخلاصاً، حيث تتضمن عادةً سلسلة من الإجراءات والتمارين التي بإمكان الشخص اتخاذها لتعديل طريقة تفكيره وتنمية نظرته الإيجابية. إليكم بعض التوصيات التي من شأنها أن تساهم في التغلب على التشاؤم:
- التنبه للأفكار السلبية: من المهم أن يدرك الفرد وجود نزعة سلبية في طريقة تفكيره والأثر الضار الذي قد يتركه هذا على نواحي حياته المختلفة.
- تحويل الأفكار السلبية إلى إيجابية: في حال بروز أفكار متشائمة، من الضروري السعي لاستبدال هذه الأفكار السوداوية بأخرى مفعمة بالأمل. على سبيل المثال، يمكن استبدال فكرة “الأمور تتجه نحو الأسوأ” بفكرة أخرى مثل “أستطيع التغلب على المصاعب بكفاءة”.
- التأكيد على العناصر الجيدة: يستطيع الفرد تقوية موقفه التفاؤلي بوجه العموم عند توجيه اهتمامه نحو الجوانب الإيجابية بحياته والاحتفاء بها باستمرار.
- السعي نحو تحقيق الطموحات والأماني: يساعد وضع أهداف وطموحات معقولة وواضحة في دفع الشخص للتحفيز وإيقاد شعلة الأمل والنظرة الإيجابية.
- تطبيق الأفكار الإيجابية: يعين كل من التأمل والموقف الإيجابي على تحويل الأسلوب الفكري من سلبي إلى إيجابي.
- التوجه لطلب المعونة النفسية: أحيانًا، قد يكون من الضروري الاستعانة بخدمات متخصص في الصحة النفسية مؤهل في تقديم العلاجات المعرفية السلوكية أو الأساليب العلاجية المعاصرة.
- العناية بالصحة الذهنية والبدنية: يستطيع الفرد أن يحسن من صحته الذهنية والجسمانية من خلال الإنتظام في ممارسة التمارين الرياضية واتباع نظام غذائي متوازن ومفيد، مما يساعد على تقليل مشاعر التشاؤم.
ما هي أسباب التشاؤم
توجد العديد من العوامل التي قد تنجم عنها مشاعر الكآبة، وقد تتفاوت هذه العوامل باختلاف الأفراد، ومن بين المحفزات المألوفة للشعور بالتشاؤم نذكر:
- التجارب السيئة في الماضي: يُمكن أن تُحدث الأحداث العصيبة التي مرّ بها الفرد في الماضي تأثيرًا عميقًا في طريقة تفكيره، مما يجعله يميل إلى توقّع تكرار الأمور السيئة في الأوقات القادمة.
- المحيط الذي يغلب عليه الطابع السلبي: قد يكون الإقامة وسط أجواء غير إيجابية أو محاطاً بأفراد من الأصدقاء أو أفراد العائلة الذين يغذون النزعة للتفكير السلبي عاملاً في تأثيره على منهجية تفكير الشخص، مما يعزز ميله نحو النظرة البائسة للأمور.
- تحديات الحياة: قد تسهم المعضلات المتواصلة التي يصادفها الأشخاص كالصعوبات المهنية أو العوائق في العلاقات الاجتماعية أو المسائل الصحية في تعزيز ميولهم نحو النظرة السوداوية والاعتقاد بحتمية النتائج السلبية.
- اعتلالات الصحة العقلية: قد تسفر بعض الحالات العقلية كالكآبة عن إفراز منهج تفكيري متشائم وتكثيف للنظرة السلبية.
- التعليم والثقافة: قد تسهم التعليم والثقافة بدور هام في تحديد منهجية التفكير عند الفرد، إذ قد ترسخ توقعات متشائمة أو نظرات سوداوية من خلال القيم والمبادئ التي يتلقاها الإنسان خلال مراحل تطوره المبكرة.
علاج التشاؤم في القرآن
في الذكر الحكيم يوجد الكثير من النصوص التي تشجع الناس على النظرة الإيجابية والاعتماد على الخالق، والصبر واليقين في كل الظروف. وهذه النصوص يمكن اعتبارها بمثابة دواء للنفس التي تعاني من السلبية. وإليكم عدد من الآيات والأحاديث من القرآن العظيم التي تقوي روح الأمل والإيجابية.
- ذكر الخالق عز وجل في القرآن الكريم، وتحديداً في الجزء الختامي من سور البقرة، بالآية رقم 286: “إن الله لا يحمِّل أي شخص فوق طاقته”.
- في آيات القرآن الكريم، وتحديداً في سورة الزمر، يخاطب الله تعالى عباده المسرفين في أنفسهم بالآية الكريمة التالية: “يُنادي الله تعالى عباده الذين تجاوزوا حدودهم وأخطأوا بأن لا ييأسوا من عطف الله ورحمته، فهو سبحانه يقبل التوبة ويعفو عن الخطايا كافة، إنه بلا شك الغفور الرحيم”.
- في سورة الطلاق، الآية رقم ثلاثة: (ومن يحفظ حدود الله يُيسِّر له الله أمراً للخروج من الصعوبات ويُعطيه الرزق من مصادر لم يكن يتوقعها).
- في سورة النحل، الآية السابعة والتسعون، هنالك بيان يشير إلى أنه من يقوم بالعمل الصالح بغض النظر عن كونه رجلاً أو امرأة، وكان معتقداً بالإيمان الحق، فإن الله سيمنحه حياة زكية ومباركة، وأيضاً سيكافئهم بأفضل الجزاء استناداً إلى نوعية أعمالهم الطيبة التي كانوا يؤدونها.
يمكن أن يكون لنظرة السلب تأثير ضار على مجريات حياتنا، ومع ذلك، من خلال الصبر والإيمان بالله وتحويل طريقة تفكيرنا نحو الإيجابية، نستطيع أن نجعل من المصاعب فرصًا ونبلغ السعادة. نستطيع بناء صلابة نفسية إيجابية تمكّننا من استلهام الأمل والتوفيق في أمورنا، ونعين غيرنا لينتهج هذا الدرب أيضًا.
تابع المزيد: من اخبار الصحة والجمال