ماهي شجرة الزقوم وأين تنبت

في أي مكان يُعثر على شجرة الزقوم؟ وما هي خصائصها؟

هذه التساؤلات سنُلقي الضوء عليها في هذه المقالة. بلا شك، الكثير منا قد راودته تساؤلات عدة حينما تناول هذه الآيات الواردة في سورة الدخان: “إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الْأَثِيمِ”.

تُشكّل شجرة الزقوم إحدى صور العقاب التي يتعرض لها سكان الجحيم، وسنبذل قُصارى جهدنا للإجابة على الأسئلة التي دارت في أذهان الكثيرين، بما في ذلك مكان وجودها أو نموها، ومظهرها، وطبيعة شجرة الزقوم.

تم الإشارة أيضاً في سورة الصافات إلى ما يلي: “هل هناك ضيافة أفضل أم شجرة الزقوم؟ – الآية 62 من سورة الصافات.

ماهي شجرة الزقوم؟

شجرة الزقوم وفق ما أشار إليه الخالق في القرآن الكريم هي نبتة توجد في قلب جهنم وتقاوم اللهب بحيث لا تحترق، وهي من وسائل تعذيب الذنبة وغير المؤمنين من عند الله العظيم. وقد عُرفت في النص القرآني بأنها «طعام الخاطئ»، وتتميز ثمارها بطعم مُر كما يتضح من وصفها.

أين توجد شجرة الزقوم؟

حول موضع غرس شجرة الزقوم ومكان نموّها، فقد بيّن لنا الخالق جل وعلا في القرآن العظيم أن هذه الشجرة تنمو وتتواجد في أتون جهنم.

تُعتبر أيضًا إغراءً لأولئك الذين يقترفون الظلم، حيث يقول القرآن الكريم: “أَفَذَٰلِكَ خَيْرٌ أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ؟ إِنَّا جَعَلْنَاهَا بلاءً للظالمين، إذ تنبت الشجرة في أصل الجحيم” – سورة الصافات. تدل هذه الآيات على أن موقع تلك الشجرة هو في جهنم ونعوذ بالله من ذلك.

أفاد المعلقون بأن اسم “الزقوم” يُنسب إلى شجرة ذات أوراق دقيقة وثمارها ذات طعم مر، بالإضافة إلى امتلاكها لرائحة كريهة.

تتميز هذه النبتة بخشونة ملمسها، وتنمو في أراضي تهامة الموجودة بالجزيرة العربية. إذا ما لامست الجلد، يحدث التورم فوراً.

شكل شجرة الزقوم

يتعلق الأمر بأوصاف شجرة الزقوم، حيث تنمو فروعها في طبقاتها المختلفة، كما وصفها الله سبحانه وتعالى بقوله: “إن هذه الشجرة تنبت في جذور النار الهائلة، بحيث يكون طلعها مشابهاً لرؤوس الشياطين – من سورة الصافات”، وعندما علم المشركون أن هذه الشجرة تنمو في جهنم وأنهم من المفترض أن يتناولوا ثمارها، استهزأوا بهذه المعلومة.

قد يعجبك أيضا  دعاء قوي لصديقتك قبل كل امتحان

عبروا عن استهجانهم لفكرة نمو الأشجار في النار، معتبرين أن النار تلتهم الأشجار وكل ما هو غيرها.

يُمكن الإجابة على هذا التساؤل بالقول إن الله عز وجل هو من خلق النار وأيضاً هو من خلق الأشجار التي تكون في النار، وهو قادر على منع النار من حرق الأشجار، بحيث لا تستطيع النار أن تتلفها.

أعلمنا الله سبحانه أن هناك خُزَنًا في الجحيم هم الملائكة الموكلين بالعقاب. كما أنه يمتلك سبحانه القدرة على فصل هؤلاء الخزن عن حرارة جهنم، وبنفس الطريقة يستطيع أن يجعل النباتات تنمو في قاعدتها من دون أن يكون ذلك موضع تعجب.

وصف ثمارها

يصف القرآن الكريم ثمار شجرة الزقوم في إحدى آياته بأن لها شكلًا مشابهًا لرؤوس الشياطين، حيث يقول المولى عز وجل: “إن طلعها يكاد يكون كرؤوس الشياطين”.

يُعرف أن الشيء المشبه له، وهو رؤوس الشياطين، ليس مجسماً بصورة واقعية وجلية بالنسبة للمستمعين.

مع ذلك، يتبادر إلى ذهن الناس عند الحديث عن الشيطان مفاهيم التشوه والبشاعة، ولذلك من المعتاد لدى العرب أن يستخدموا تشبيهات تصف ما يرونه قبيحًا بأنه كأنّه وجه الشيطان.

ذكر الزمخشري في تأويل الآية العظيمة أن تشبيه الرؤوس بالشياطين يعطي دلالة على مدى البغض وشدة القبح في الشكل؛ وذلك لأن الناس يجدون في الشيطان كائناً مرفوضاً وينفرون من مظهره القبيح، إذ يعتقدون أنه الشر بعينه دون أي خير يمزج به، فيستخدمون في وصف ما يكون قبيح الهيئة: كما لو كان وجهاً للشيطان.