تفسير السفر في المنام لابن سيرين
ذكر ابن سيرين أن الرحلة تشير إلى تغيير الموقع من نقطة إلى أخرى، وكذلك تعبر عن الانتقال من وضعية لأخرى، بالإضافة إلى الإشارة إلى المسافات. فالشخص الذي يشاهد نفسه وكأنه يجوب بلادًا، فتلك إشارة إلى أنه يجتاز الأراضي ويغطيها، ومثله كمن يحلم بأنه يمسح الأرض، فيكون ذلك دلالة على أنه سيقوم برحلة. وأما من يرى نفسه مسافرًا على ظهر دابة، فغالبًا ما يكون هو الذي يتحكم فيها. ويقال إن ركوب الدواب عمومًا يشير إلى تحقيق العزة والأهداف، لكن إن كان الشخص لا يجيد التحكم بركوبها، فذلك يعكس ميله لمتابعة شهواته. إذا ركب الدابة جيدًا وأسس سيطرته عليها، فسينجي نفسه من شرك الشهوات ويحظى بما يتمنى. ومن يرى أنه يسير بخطى مستقيمة في منامه، فذلك يدل على سعيه للالتزام بتعاليم الإسلام وسيتم توفيقه بالخير.
إن من يرى في منامه وكأنه يتجول في السوق، فهذا قد يشير إلى أنه يحمل أمانة أو وصية. إذا كان الرائي مؤهلاً لتقبل الوصية، فسوف يحصل عليها. وإذا شاهد نفسه يسير بلا حذاء، فهذا قد يومئ إلى قوة ايمانه وزوال همومه. بيد أن بعض تأويلات الأحلام تفسر الرؤيا بأنها تنذر بشؤم، مثل وقوع مكروه للزوجة أو الطلاق.
ومن يرى في منامه كأنه يقفز بقدم واحدة على الأرض ولا يستطيع المشي برفقتها، فذلك يدل على أنه سيتعرض لمصيبة تؤدي إلى خسارة نصف أمواله، وسيعاني من صعوبات ومتاعب بينما يحاول التعايش بما تبقى منها. وبالنسبة لمن يحلم بأنه قد قفز نحو شخص، فهذا يعني أنه سيتغلب على ذلك الشخص ويخضعه لأن القفز يشير إلى القوة، ومعلوم أن قوة الإنسان تكمن في قدميه.
من يحلم بقفزه من مكان إلى مكان أفضل فذلك يعد مؤشرا على تحسن مرتبته وتغير حاله نحو الأفضل في وقت قريب. إذا حلم شخص بأنه قفز من الأرض حتى كاد يصل إلى السماء، فهذا يشير إلى أنه سيقوم برحلة بعيدة تنتهي في مكة. أما من يحلم بأنه يسافر مُسرعاً سواء على دابة أو بقدميه، فهذا يعني أنه سيحقق ما يرغبه بسرعة ويستطيع الهروب أو النجاة مما يخشاه. لكن إذا كان هروب الرائي من الله عز وجل أو من ملك الموت، فذلك يعني أنه لا مفر من مصيره المحتوم وأنه سيلقى حتفه. ووصول الشخص لأهدافه العظيمة واكتمال منىّه يُشير إلى النقصان وزوال النعمة.
في تأويل رؤية السفر بالطيران في المنام، يُروى أن رجلاً زار ابن سيرين وقال له: رأيت نفسي انني احلق في الفضاء بين الأرض والسماء. فأجابه ابن سيرين بأنه يميل إلى الأماني الكثيرة.
من يحلم بأنه يطوف على قمة جبل، قد يتولى منصباً مهماً يتفوق فيه على الملوك. ويُقال إن من يحلم بأنه يحلق في الهواء، إذا كان جديراً بالسلطة فسيحظى بها، وإذا سقط على شيء فإنه سيتملكه. ولكن إذا لم يكن مناسباً للحكم، فهذا يشير إلى مرض خطير قد يواجهه ويقترب به من الموت، أو خطأ يرتكبه في دينه. وإذا حلم بأنه ينتقل طائراً من سطح إلى آخر، فقد يعني ذلك أنه سيغير زوجته بأخرى.
يُقال إن الطيران هو علامة على السفر عندما يكون بواسطة الأجنحة لأنه يعبر عن التحول من حال إلى آخر. وإذا وصل الطيران إلى غايته، فإن السافر يحظى بالخير في رحلته. وعندما يهاجر من بلاد إلى بلاد أخرى، يكتسب الشرف وتقر عينه. إذا ارتفع من الدنيا إلى العليا بدون جناحين، يتحقق أمله ويعلو مكانته بقدر ارتفاعه. وإن ارتفع كما ترتفع الحمامة في السماء، يحصل على العزة. وإذا رأى شخص في منامه كأنه طار إلى أن اختفى تمامًا في السماء دون أن يعود، فذلك يدل على أنه سيموت.
بيان معنى رؤية الأسفار في الحلم حسب تأويل الإمام النابلسي.
قام النابلسي بتوضيح تأويل رؤية السفر في المنام، حيث ذكر أنه يشير إلى اكتشاف طباع الناس، وإذا كان الشخص الحالم معدماً فسينال الغنى. ومن يحلم بأنه قد سافر، فإنه ينتقل من وضع إلى آخر، كما أن العودة من سفر قد تعبر عن التوبة والإقلاع عن الذنوب أو تحقيق أمر يسعى إليه. وإن حلم شخص بأنه يسافر مشياً على قدميه، فهذا يعني أنه مثقل بالديون. والذي يرى نفسه ينتقل إلى بيت غير معروف، فهذا يعني أنه سيشرع في سفر. أما إذا حلم مريض بأنه يتجه إلى أرض بعيدة أو إلى منزل غير معروف، فهذا يعتبر إشارة إلى وفاته.
شرح رؤية السفر في الأحلام وفقاً لابن شاهين.
تتأوّل الحلم بالسّفر بطريقتين: الأولى تشير إلى الانتقال من موقع لأخر أو من حالة لأخرى. فمن شاهد نفسه في المنام مسافرًا وكان يدرك أنّ الوجهة التي يقصدها أفضل من المكان الذي يوجد به حاليًا ويغادره، فذلك يعبر عن تحسّن ظروفه وتحقيق أمنياته. بينما إذا كان يعلم أنّ المكان الذي يتواجد فيه أفضل من الوجهة التي ينوي زيارتها، فإنّ تفسير الحلم يكون عكس ذلك.
إذا كان الشخص يفهم أي من الخيارين الأفضل له ولكنه يظل غير متأكد عن أيهما يستقر خلال رحلته، فهذا يعبر عن حيرته وبُعده عن بلده وأحبابه. قد يكون ذلك لأنه يتنقل من منزل إلى آخر، يستعد لوداع شخص ما، أو شخص ما يستعد لوداعه، أو ربما يمر بتقلبات في ظروف عيشه. ومع هذا، ستعود الأمور لنصابها بالنهاية.
ومن رآى نفسه يقوم برحلة وهو مستقلٍ ومزودٌ بكل ما يحتاجه كان ذلك دليلاً على استقرار أوضاعه وتحقيق مراده، أما إن كان الوضع معاكساً فالمعنى يكون عكس ذلك.
ومن شاهد في منامه كأنه يقوم بالتنقل والأسفار بينما هو يشعر بالضعف والمرض، فإن ذلك قد يشير إلى الاحتضار والوفاة. ومن كان في رؤياه يستعد للسفر ويأخذ معه المؤن والزاد فهو علامة على أنه قام بأعمال طيبة في حياته. وتعتبر رحلة الأحلام التي تقود صاحبها نحو القبلة هي الأفضل والأمثل. أما بالنسبة للأشخاص الصالحين، فإن رؤية السفر تعد مؤشراً على الشرف ورفعة الشأن وتبديد الغم والهموم، إضافة إلى كسب الأرباح والمنافع. في حين أن للأشخاص الفاسدين، تدل رؤيا السفر على الوقوع في العقاب والعذاب.
دلالات السّفر في المنام
للسفر دلالات كثيرة في المنام نذكر منها:
- من رؤيته أنه قام برحلة يتغير من وضع إلى آخر، وقد يكون العودة من الرحلة علامة على الندم والتخلي عن المعاصي أو إنجاز مُراد.
- ومن شاهد في منامه كأنه قد انتقل مشياً على الأقدام، فهذا يعبر عن ديون تثقل كاهله.
- ومن شاهد بأنه قد انتقل إلى منزل غير معروف، فذلك يعني أنه سوف يقوم برحلة.
- إذا شاهد الشخص المريض في منامه كأنه يقوم برحلة إلى مكان نائً، أو إلى بيت لا يعرفه، فذلك يعتبر إشارة إلى اقتراب أجله.
- ورؤيا السّفر في المنام يؤوّل على وجهين:
التنقل من موقع إلى آخر ومن وضع إلى وضع مختلف. من ير نفسه في سفرٍ يدرك أن الوجهة التي يقصدها أفضل من الوضع الحالي الذي هو عليه، ويتحرك منه، فيشير ذلك إلى تطور حالته وتحقيق أمنياته.
إذا كان الشخص على علم بأن المكان الذي يتواجد فيه حالياً أفضل من ذلك الذي ينوي الذهاب إليه، فإن تصرفاته تكون معارضة لهذا الانتقال. وإذا كان يدرك أي المكانين أفضل ولكنه متردد حول المكان الذي سيستقر فيه خلال رحلته، فهذا يشير إلى حيرته وإلى مدى بعده عن أهله ووطنه، سواء كان هذا يعني التنقل من بيت لآخر، أو وداع شخص ما أو أن يودعه شخص، أو تغيّر في ظروف حياته. ثم بعد مرور هذه الفترة، يستقر وضعه وتتحسن أحواله.
تفسير منام الرّجوع من السّفر
ينقل ابن سيرين أن العودة من رحلة قد تشير إلى إتمام واجب مفروض، وقد اُشير إلى أنها قد تعبر عن التخلص من الأحزان، النجاة من المكروه، والحصول على البركات. وقد يعني هذا الحلم أيضًا توبة صاحبه من خطاياه، حيث أن التوبة تعني التراجع عن الخطيئة، وهذا كله يدخل في إطار تفسير الأحلام وتحليلها.