نقدم لكم علاج اضطرابات الصحة النفسية والوسواس القهري، وغالبًا ما تكون هذه الاضطرابات من الصعوبات التي يواجهها الأطباء في معالجتها، حيث يكون من الصعب في البداية تشخيص هذه الأمراض. فليست جميع الحالات النفسية سهلة في التعرف عليها وتحديد طبيعتها، وبالذات الوسواس القهري الذي يعاني منه الشخص، يكون على علم بأن تصرفاته غير طبيعية. من خلال موقع ايجي بلوج نيوز، نوفر لكم كل التفاصيل حول مرض الوسواس القهري.
ما هو مرض الوسواس القهري
الوسواس القهري هو نوع من اضطرابات القلق التي تكون مبالغ فيها بشكل كبير. يدرك المصاب بهذا الاضطراب أن تصرفاته غير طبيعية، ولكن هذا الوعي يزيد من قلقه بشكل سلبي، مما يجعله يعاني أكثر بسبب تلك التصرفات.
بالرغم من أن المريض يدرك تلك الأفعال، إلا أنه لا يستطيع التوقف عنها، إذ تكون قاسية ومؤلمة بالنسبة له وتسبب له الازعاج، دون أن يكون لديه أي سيطرة عليها.
ظهور الوسواس القهري يظهر عادة في سن صغيرة، حيث يمكن أن تبدأ الأعراض في سن 10 وتستمر حتى سن 21.
أعراض الوسواس القهري
تتمثل الأعراض المترتبة عن الوسواس القهري في القلق الشديد للغاية، والتخيلات والتصورات لأمور غير موجودة. تلك التصورات تدفع المصاب بالوسواس القهري إلى القيام بأفعال خارجة عن إرادته، تكون غير منطقية وتسبب له القلق والضيق بشكل كبير. ومن الأعراض الممكنة لمرض الوسواس القهري:
- الوسواس في حالات كثيرة مرتبط بالقلق والخوف، حيث يكون الخوف من العدوى أو الاتساخ من بين الأعراض الشائعة لدى المصابين بهذا المرض. فالشخص المصاب يعاني من خوف شديد من عدم النظافة في أي شيء، سواء كان جسده أو أشياؤه أو المكان الذي يتواجد فيه، حيث يظل دائمًا خائفًا من أن يكون ملوثًا.
- يترتب على الإصابة أيضاً بالقلق والشك، حيث يمكن أن يشعر الشخص بالقلق المستمر بسبب عدم إغلاق الباب، أو عدم إطفاء النار، أو ترك الشباك مفتوحة، مما يؤدي إلى حالة من عدم اليقين تجبر الشخص على التحقق مراراً وتكراراً من إغلاق الباب أو الشباك، وبالتالي يضطر إلى بذل جهد كبير رغم العلم بأنه قام بالقيام بهذه الأشياء، إلا أن الشك يسيطر عليه ويجعله يقوم بذلك.
- زيادة الترتيب والتنظيم بشكل مفرط يؤدي إلى الضيق عندما لا تكون الأشياء في أماكنها.
- نحن نقوم بنزع الشعر بشكل مفرط وغسل الأيدي بشكل مبالغ فيه، مما يؤدي إلى الإصابة بالتهابات.
- إحدى العلامات التي تظهر على الشخص المصاب بالوسواس هي الحساب والعد بطرق غريبة أو معينة.
تشخيص الوسواس القهري
تشخيص الوسواس القهري ليس بالأمر السهل لأن أعراضه مشابهة لعدة أمراض أخرى مثل اضطرابات القلق والفصام والاكتئاب، مما يجعل من الصعب على الطبيب تحديد التشخيص بسهولة. لذا، يتطلب تشخيص الوسواس القهري اتباع عدة خطوات يقوم بها الطبيب النفسي.
- من أوائل الأمور التي يقوم الطبيب النفسي بالقيام بها هي إجراء التقييم النفسي، حيث يتحدث الطبيب مع المريض بشكل عميق ليتعرف على طريقة تفكيره ومشاعره والأعراض التي يعاني منها وسلوكياته، سواء كانت قهرية أو برغبته. كما يتضمن التقييم النفسي محادثة العائلة والأصدقاء لمعرفة كيفية تصرف المريض ومعرفة ما إذا كانت تلك السلوكيات طبيعية أم غير طبيعية.
- يجب على الطبيب القيام بفحص بدني شامل للمريض لضمان عدم وجود أسباب أخرى لظهور أعراض مشابهة للوسواس القهري.
علاج الوسواس القهري
علاج اضطراب الوسواس القهري قد لا يؤدي إلى شفاء كامل للمريض، حيث تختلف نتيجة العلاج حسب درجة الاضطراب وتقدمه. يقوم الطبيب بتحديد العلاج المناسب وفقاً لتقدير حالة المريض، ويتكون علاج اضطراب الوسواس القهري من علاج نفسي واستخدام الأدوية، حيث يعتبر الجمع بين العلاجين هو الحل الأمثل لتحقيق أفضل نتيجة في العلاج.
العلاج النفسي يكون بواسطة العلاج السلوكي للمريض، حيث يتم تطبيق نظرية التعرض ومنع الردود القهرية، وهي الأسلوب المثالي لعلاج الوسواس القهري. يُعرض المريض للمواد التي تثير خوفه وقلقه، بهدف تقليل هذا الخوف والقلق بدون القيام بأي استجابة قهرية، ليشعر المريض بأن تلك الأشياء طبيعية ولا تتطلب كل هذا الخوف، مثل تعريض المريض للأوساخ.
في بعض الأحيان، يصف الطبيب أدوية للمريض لمساعدته على تحسين حالته ووقف السلوكيات القهرية التي يقوم بها، وتشمل الأدوية المستخدمة في علاج الوسواس القهري مضادات الاكتئاب مثل فلوكسيتين، فلوفوكسامين، باروكسيتين، سيرترالين، وكلوميبرامين.
وهكذا نكون انتهينا من مقال علاج الوسواس القهري، ونكون وفرنا لكم كل المعلومات التي تخصه، والأدوية وطرق الطبيب في تشخيص وإعطاء الدواء للمريض، وأتمنى من الله أن يتم شفاء كل مريض، وألا يصيب أحد بمكروه.
تابع المزيد: من اخبار الصحة والجمال